لغة الامثال في الكتاب المقدس: مثل الشبكة



يقول المسيح له المجد في لغة الأمثال مخاطباً تلامذته المقربين وعموم المسيحيين عبر التأريخ : (ايضا يشبه ملكوت السماوات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع. فلما امتلأت اصعدوها على الشاطئ وجلسوا وجمعوا الجياد الى اوعية واما الاردياء فطرحوها خارجا. هكذا يكون في انقضاء العالم: يخرج الملائكة ويفرزون الاشرار من بين الابرار ويطرحونهم في اتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان ).
ان المقصود من رمي الشبكة هو عملية جمع المختارين وغربلة وتمحيص بقية الناس التي تدعي الانتماء للمسيح ذلك حين يعلن المسيح عن عودته من جديد وبدأ تأسيس مملكة الرب المادية ، فيبدأ ملائكة الرب بجمع المختارين من اطراف الأرض كما جاء في النص التالي (فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها.) ان عملية جمع المؤمنين المختارين لمساعدة المسيح المخلص في اقامة وعد السماء سيتخللها فرز وتمييز الناس الصالح من الطالح والمؤمن من المنافق والأخيار من الأشرار ، فحين تدق الساعة الحاسمة وتكون مشيئة الآب ان يدين العالم من خلال مسيحه العائد ستكون الموازين العادلة ان يختار الأنسان ان يقف الى صف احد المعسكرين اما معسكر المسيح الذي يمثل الحق والعدل او معسكر الشيطان الذي يمثل الباطل والظلم ، فمن اختار ان يقف الى صف اعداء المسيح من رجال الكنيسة الذين بدلوا الناموس او الحكومات الظالمة للشعوب المنسحقة لهو بدون شك واحد من معسكر الشيطان الذي سيطرح في اتون النار والعذاب الأبدي ، واما من اختار ان يلتزم بوصايا المسيح ولا يحيد عنها قيد انملة ويتبرأ من التبعية لكل طائفة او كنيسة او فرقة فانه سيكون ولا شك من ضمن معسكر الخير والصلاح والحق وسيلاقي جزائه الذي يستحقه بالدخول في النعيم الأبدي والفردوس الخالدة الى جنب انبياء الله وقديسيه ، وكما وصف يسوع له المجد في انجيله المقدس هذا المشهد الرهيب بقوله («ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم – الى ان قال - ثم يقول ايضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته )
ولهذا فان التجربة صعبة وليست هينة في زماننا هذا الذي يشهد عودة السيد المسيح وتحقق اكثر علامات الازمنة ، لانها تعني النجاة حين يختار الانسان ان يقف الى صف المسيح له المجد صاحب رسالة الحق  ضد عائلته واهله واقرب الناس اليه في سبيل ان يحظى بالخلاص ، وهي مسألة تحتاج الى معونة من قبل الآب لكي يخلص الانسان نفسه ويخسر العالم وليس العكس كما قال المسيح (لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه؟  ) اذن علينا ان نعتبر ونبحث عن خلاصنا ونختار احد المعكسرين الذي نعتقد به انه الحق ، فنكون وفق هذا المثل مرضيين ومقبولين وعند حسن ظن الرب ومحبوبين عند ابنه ، مطبقين لانجيله ، متخلقين باخلاق رسله القديسين ، نرحم ضعيفنا وفقيرنا نحترم كبيرنا ننشر المحبة والسلام في ربوعنا وارضنا كما فعلها له المجد ونشروها تلامذته



 من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: